إن كل مرتبة دانية لا تستطيع إدراك ما فوقها رغم أن كليتهما فى حيز الإمكان , ولهذا نرى ان مرتبة الجماد لا تعلم ولا تشعر بمرتية النبات ولا يدرك عالم النبات عالم الحيوان ولا يستطيع بأى حال من الأحوال أن يتصور حالة السمع والبصر والحركة الإرادية للحيوان , أيضآ لا يستطيع الحيوان أن يدرك العقل والنفس الناطقة الكاشفة لحقائق الأشياء للإنسان وهذا لأنه فاقد للوجدان وأسير المحسوسات فقط ولا يعلم أى شىء عن أى حقيقة معقولة .
فهذا حال الجماد والنبات والحيوان والإنسان فرغم إنهما من عالم الإمكان ولكن تتفاوت مداركهم ويكون هذا التفاوت مانعآ فى أن يدرك الجماد كمال النبات والنبات قوى الحيوان والحيوان فضائل الإنسان فليس من الممكن أن يدرك الحادث حقيقة القديم ويعرف المصنوع هوية الصانع العظيم .
فقد تجلى الغيب المنيع على حقائق الأشياء من حيث الأسماء والصفات وما من شىء إلا وله نصيب من ذلك الفضل الألهي والتحلى الرحمانى * وما من شىء وإلا يسبح بحمده * ومن هذا نرى أن الإنسان أرقى هذه الكائنات لأنه جامع للكمال الإمكانى واللطف النباتى والحس الحيوانى وفضلآ عن ذلك حائز لكمال الفيض الألهي , فلا شك إذن إنه أشرف الكائنات بهذه القوة المحيطة به والتى تجعله كاشف لكل أسرارها , فهذه القوة المؤيدة للإنسان برهان الشرف له , فالأكتشافات والصنائع والعلوم والفنون كانت يومآ ما فى حيز الغيب والسر وبفضل القوة المؤيدة أخرجها الإنسان من عالم الغيب إلى حيز الوجود .
يتفضل حضرة عبد البهاء
أصل رفعة الإنسان هى الخصال والفضائل التى هى زينة الحقيقة الإنسانية , إحساسات وجدانية ومحبة إلهية ومعرفة ربانية وإدراكات عقلية , عدل وإنصاف , صدق والطاف , شهامة ذاتية وتقديس وتضحية ومحبة ورأفة , هذه هى رفعة البشر هذه هى الحياة الأبدية لا تتجلى هذه المواهب لدى الإنسان إلا بقوة ملكوتية وتعاليم سماوية , وقد وضع الرب الرؤوف تاجآ وهاجآ على رأس الإنسان فعلينا أن نسعى ليسطع على العالم نورة اللماع ,,,,,,,,,,,